2022/07/22

    جندوبة: مزارعو التبغ يستنكرون الانقطاعات المتكرّرة لمياه الري

أعرب عدد من مزارعي التبغ والعلف الحيواني الصيفي بولاية جندوبة، اليوم الجمعة، عن عميق استيائهم من الانقطاعات المتكررة لمياه الري وضعف سعة تدفقها، لاسيما في ظلّ الاضرار التي لحقت مزروعـاتهم والتي وصوفوها بالجسيمة.

وأفاد عثمان الجوابي لـ"وات" بأن ما زرعه من تبغ بات مهدّدا بالتيبّس والتلف نتيجة نقص الماء وانقطاعاته المتكررة وان الوضع بات مقلقا للغاية خاصة مع حلول موسم الجني، مؤكدا ان مزارعي التبغ وعددهم بالمئات تحملوا لانجاح عملية الغرس مصاريف كبيرة واتعاب مشهودة.

من جانبه، عبّر منتصر الجمازي عن استيائه الكبير بعد تعرّض أشجار التبغ التابعة له، والتي خصص لها أموال هامّة، لاصفرار سببه قلة مياه الري وانقطاعاتها المتكررة، معتبرا ان هذه النبتة باتت مستهدفة دون ان يوضّح من يقف وراء ما اعتبره استهدافا.

ولفت إلى ان الوكالة الوطنية للتبغ، ولئن مكنتهم من المشاتل وبعض الأسمدة في وقت متأخر لهذا الموسم، فإنها وعلى خلاف العادة لم تقدّم لهم الخدمات المعهودة على غرار إعداد المجفّفات، وحماية المنتوج، الذي شرع بعض المزارعين في جنيه، من التلف، وهو ما يضرّ بنوعيته وكمية الإنتاج التي ينتظرها آلاف المزارعين بالجهة، إضافة الى عدم تقديم السُلفة المعتادة التي تمكّنهم منها الوكالة مع بداية كل موسم.

واعتبر منصف البوسالمي، من جهته، أن ضعف تدفّق مياه الري بهنشير "بوزديرة" أضرّ بمنتجاته الفلاحية القائمة على زراعة بعض الخضروات وتربية الابقار الحلوب من ذلك تضرر العلف الحيواني من الجفاف، بما يفسّر سرّ اقدام عدد كبير من أصحاب الأراضي على كراء أراضيهم للغير"، وان بات هو الاخر يفكر في هذا الاتجاه بعد أصبحت الأسمدة مفقودة، والمياه مقطوعة، واليد العاملة محدودة للغاية.
رئيس الاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري ببوسالم، عماد الجمازي، اعتبر ما يحصل هذه الأيام للفلاحين جريمة في حق قوت التونسيين، فطريقة التصرف في الموارد المائية المتاحة لا ترتقي في نظره الى مستوى حاجيات المزارعين المرتبطين بالتزامات مالية وعائلية هامة، داعيا في ذات الوقت السلط المعنية للتدخل العاجل لإنقاذ المزروعات الصيفية والقطيع وشدّ الفلاح الى ارضه.
في المقابل، لم تتحصل "وات" على جواب يوضح موقف وكالة التبغ والوقيد من تردي خدماتها تجاه مزارعي التبغ، رغم المحاولات المتكرّرة للاتصال بالرئيس المدير العام للوكالة توفيق عبّاس.
وكانت الوكالة قد عقدت في 24 جوان المنقضي بمدينة طبرقة ندوة وطنية، هي الأولى في تاريخها، عرضت خلالها واقع وافق زراعة التبغ في تونس وحاجتها الى هذه المادة سواء على مستوى دعم الميزان التجاري، او على مستوى ما توفره من عملة صعبة، او ما توفره من مواطن شغل وحركيّة ودخل لآلاف العائلات الفقيرة والمتوسطة.

وأكدت على مساهمة التبوغ المحلية في دورة الإنتاج، وتزايد الطلب الأوروبي على تبغ الاستنشاق والذي شهد ترفيعا بنسبة 200 بالمائة بين سنتي 2020 و 2021، حيث تم تصدير نحو 400 طن خلال السنة المنقضية مقابل 200 طن خلال السنة التي سبقتها، ومن المتوقع أن تبلغ عائدات ميزانية الدولة نحو 2400 ميلون دينار للسنة الجارية.

وتسعى الوكالة الوطنية للتبغ والوقيد التي تحتكر هذا القطاع الى تطوير الإنتاج ليصل الى 3000 طن سنويا موزعة على نحو الفي هكتار يستغلها نحو 6000 مزارع، ومكننة القطاع في ظلّ ارتفاع تكلفة اليد العاملة والتي تمثل 60 بالمائة من قيمة الإنتاج، والبحث عن مناطق جديدة لزراعته على غرار ولايات الجنوب التونسي، والوطن القبلي، وصفاقس، وسوسة، والقيروان ومراجعة التشريعات المنظمة له والتي تعود الى سنة 1922، والانفتاح على تجارب مقارنة من خلال تكوين الاعوان والمزارعين وتدريبهم على التقنيات الحديثة والقواعد العلمية الضامنة لوفرة الإنتاج، فضلا على مراجعة الأسعار التي تقرّر في شأنها زيادة بين 10 و 20 بالمائة اعتبارا من موسم 2022.
 



المقال الأصلي: جندوبة: مزارعو التبغ يستنكرون الانقطاعات المتكرّرة لمياه الري نشر في شمس فم

جندوبة: مزارعو التبغ يستنكرون الانقطاعات المتكرّرة لمياه الري

    جندوبة: مزارعو التبغ يستنكرون الانقطاعات المتكرّرة لمياه الري

أعرب عدد من مزارعي التبغ والعلف الحيواني الصيفي بولاية جندوبة، اليوم الجمعة، عن عميق استيائهم من الانقطاعات المتكررة لمياه الري وضعف سعة تدفقها، لاسيما في ظلّ الاضرار التي لحقت مزروعـاتهم والتي وصوفوها بالجسيمة.

وأفاد عثمان الجوابي لـ"وات" بأن ما زرعه من تبغ بات مهدّدا بالتيبّس والتلف نتيجة نقص الماء وانقطاعاته المتكررة وان الوضع بات مقلقا للغاية خاصة مع حلول موسم الجني، مؤكدا ان مزارعي التبغ وعددهم بالمئات تحملوا لانجاح عملية الغرس مصاريف كبيرة واتعاب مشهودة.

من جانبه، عبّر منتصر الجمازي عن استيائه الكبير بعد تعرّض أشجار التبغ التابعة له، والتي خصص لها أموال هامّة، لاصفرار سببه قلة مياه الري وانقطاعاتها المتكررة، معتبرا ان هذه النبتة باتت مستهدفة دون ان يوضّح من يقف وراء ما اعتبره استهدافا.

ولفت إلى ان الوكالة الوطنية للتبغ، ولئن مكنتهم من المشاتل وبعض الأسمدة في وقت متأخر لهذا الموسم، فإنها وعلى خلاف العادة لم تقدّم لهم الخدمات المعهودة على غرار إعداد المجفّفات، وحماية المنتوج، الذي شرع بعض المزارعين في جنيه، من التلف، وهو ما يضرّ بنوعيته وكمية الإنتاج التي ينتظرها آلاف المزارعين بالجهة، إضافة الى عدم تقديم السُلفة المعتادة التي تمكّنهم منها الوكالة مع بداية كل موسم.

واعتبر منصف البوسالمي، من جهته، أن ضعف تدفّق مياه الري بهنشير "بوزديرة" أضرّ بمنتجاته الفلاحية القائمة على زراعة بعض الخضروات وتربية الابقار الحلوب من ذلك تضرر العلف الحيواني من الجفاف، بما يفسّر سرّ اقدام عدد كبير من أصحاب الأراضي على كراء أراضيهم للغير"، وان بات هو الاخر يفكر في هذا الاتجاه بعد أصبحت الأسمدة مفقودة، والمياه مقطوعة، واليد العاملة محدودة للغاية.
رئيس الاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري ببوسالم، عماد الجمازي، اعتبر ما يحصل هذه الأيام للفلاحين جريمة في حق قوت التونسيين، فطريقة التصرف في الموارد المائية المتاحة لا ترتقي في نظره الى مستوى حاجيات المزارعين المرتبطين بالتزامات مالية وعائلية هامة، داعيا في ذات الوقت السلط المعنية للتدخل العاجل لإنقاذ المزروعات الصيفية والقطيع وشدّ الفلاح الى ارضه.
في المقابل، لم تتحصل "وات" على جواب يوضح موقف وكالة التبغ والوقيد من تردي خدماتها تجاه مزارعي التبغ، رغم المحاولات المتكرّرة للاتصال بالرئيس المدير العام للوكالة توفيق عبّاس.
وكانت الوكالة قد عقدت في 24 جوان المنقضي بمدينة طبرقة ندوة وطنية، هي الأولى في تاريخها، عرضت خلالها واقع وافق زراعة التبغ في تونس وحاجتها الى هذه المادة سواء على مستوى دعم الميزان التجاري، او على مستوى ما توفره من عملة صعبة، او ما توفره من مواطن شغل وحركيّة ودخل لآلاف العائلات الفقيرة والمتوسطة.

وأكدت على مساهمة التبوغ المحلية في دورة الإنتاج، وتزايد الطلب الأوروبي على تبغ الاستنشاق والذي شهد ترفيعا بنسبة 200 بالمائة بين سنتي 2020 و 2021، حيث تم تصدير نحو 400 طن خلال السنة المنقضية مقابل 200 طن خلال السنة التي سبقتها، ومن المتوقع أن تبلغ عائدات ميزانية الدولة نحو 2400 ميلون دينار للسنة الجارية.

وتسعى الوكالة الوطنية للتبغ والوقيد التي تحتكر هذا القطاع الى تطوير الإنتاج ليصل الى 3000 طن سنويا موزعة على نحو الفي هكتار يستغلها نحو 6000 مزارع، ومكننة القطاع في ظلّ ارتفاع تكلفة اليد العاملة والتي تمثل 60 بالمائة من قيمة الإنتاج، والبحث عن مناطق جديدة لزراعته على غرار ولايات الجنوب التونسي، والوطن القبلي، وصفاقس، وسوسة، والقيروان ومراجعة التشريعات المنظمة له والتي تعود الى سنة 1922، والانفتاح على تجارب مقارنة من خلال تكوين الاعوان والمزارعين وتدريبهم على التقنيات الحديثة والقواعد العلمية الضامنة لوفرة الإنتاج، فضلا على مراجعة الأسعار التي تقرّر في شأنها زيادة بين 10 و 20 بالمائة اعتبارا من موسم 2022.
 



المقال الأصلي: جندوبة: مزارعو التبغ يستنكرون الانقطاعات المتكرّرة لمياه الري نشر في شمس فم