طالبت منظمات وجمعيات، بفتح تحقيق "عاجل وشفاف" في وفاة الشاب عبد الرزاق لشهب وتحديد أسبابها والمسؤولين عنها بدقة، "في اتجاه مساءلة المذنبين وإنفاذ القانون عليهم والتصدي لجميع محاولات تمكينهم من الإفلات من العقاب في هذه الجريمة البشعة التي إرتكبوها"، داعية إلى كشف الحقيقة بشأن الجريمة كاملة ومحذّرة من "أي إمكانية للتغطية على ما حصل تحت أي مبررات".
وقات المنظمات والجمعيات، في بيان مشترك، إنها فوجئت "باستعمال العنف الأمني المفتوح، ليلة الإثنين 8 نوفمبر 2021" ضد أهالي منطقة عقارب (ولاية صفاقس)، الرافضين للفتح القسري لمصب "القنة" الذي كان يهدد صحتهم وحياتهم لمدة عقود"، ونددت بعودة "إستسهال الحلول الأمنية في معالجة قضايا إجتماعية هيكلية ومزمنة لا يمكن حلّها إلا في إطار سياسات عمومية ناجعة وتشاركية".
كما استنكرت، بأشد عبارات الرفض والاستنكار، حادثة وفاة الناشط البيئي، عبد الرزاق لشهب، "خنقا بالقنابل المسيلة للدموع والتي استعملت بشكل عشوائي ومشط في محاولة لتفريق المحتجين، مما خلف أضرارا بالعشرات من النساء والشيوخ والأطفال"، معتبرة أنه لا يمكن السكوت على هذه الجريمة النكراء ولا على مرتكبيها وكل المتواطئين معهم".
وعبّرت أيضا عن رفضا قطعيا، "اللجوء السهل للقمع الأمني في مواجهة تحركات سلمية ومدنية والتي تكشف عجزا عن إبداع حلول ناجعة تستجيب للمطالب المشروعة للمحتجين في عقارب، والتي لم تخلّف طيلة العشرية الماضية إلا مزيد الإحتقان والرفض وتناقص ثقة المواطنين في مؤسسات الدولة"، حسب نص البيان.
وبعد أن حمّلوا رئاسة الجمهورية ووزارة الداخلية، المسؤولية الكاملة، "في ما حصل وفي ما سيلحقه من أخطار على صحة المواطنين بجهة عقارب وحقهم في التمتع ببيئة سليمة طبق ما ينص عليه الفصل 45 من الدستور"، عبّر الموقّعون على هذا البيان المشترك عن استنكارهم "رواية وزارة الداخلية التي وصفوها ب"الكاذبة" حول وفاة الشاب عبد الرزاق لشهب.
واعتبروها "مواصلة لسياسات إتصالية بائدة تقوم على المغالطة وتزييف المعطيات والأدلة"، رافضين "أي محاولات لتبرير تلك العملية من أي جهة كانت، لأن ذلك لا يمكن إلا أن يضاعف من منسوب الإحتقان والتعفن الإجتماعي ويكرس ثقافة العنف والقتل والجريمة".
وكانت وزارة الداخلية، نفت خبر وفاة شاب جرّاء إصابته في الأحداث التي شهدتها منطقة عقارب من ولاية صفاقس، ليلة الاثنين 8 نوفمبر 2021.
وأوضحت الداخلية في بلاغ لها، أن المعني بالأمر "توفّي إثر إصابته بتوعك صحي طارىء بمنزله الكائن على بعد 6 كلم من مكان الاحتجاجات، حيث تم نقله من قبل أحد أقاربه إلى مستشفى المكان أين فارق الحياة".
وقد أعلن الموقّعون في ختام بيانهم، عن عقد ندوة صحفية، يوم الخميس 11 نوفمبر 2021، على الساعة العاشرة صباحا، بمقر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، بحضور ممثلين عن حراك "مانيش مصب" بعقارب وعن عائلة الفقيد عبد الرزاق لشهب.
يذكر أن من ضمن الأطراف الموقعة على هذا البيان وعددها 26 منظمة وجمعية من مكونات المجتمع المدني، النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين والشبكة الأورومتوسطية للحقوق وجمعية القضاة التونسيين والجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والمنظمة التونسية لمناهضة التعذيب ومنظمة البوصلة ومركز دعم التحول الديمقراطي وحقوق الانسان (دعم) والاتحاد العام لطلبة تونس ودمج الجمعية التونسية للعدالة والمساواة.
المقال الأصلي:
26 منظمة وجمعية تطالب بفتح تحقيق 'عاجل وشفاف' في وفاة الشاب عبد الرزاق لشهب وتحديد أسبابها والمسؤولين عنها بدقة نشر في
شمس فم