2020/02/08

الشعبان التونسي و الجزائري يحييان اليوم الذكرى 62 لاحداث ساقية سيدي يوسف

ساقية سيدي يوسف

يحي اليوم السبت 8 فيفري 2020 الشعبان التونسي والجزائري الذكرى 62 لاحداث ساقية سيدي يوسف التي جدت في الثامن من فيفري 1958.

وتعود احداث هذه الحادثة الاليمة الى عدة اسباب حيث ان ساقية سيدي يوسف تقع على الحدود التونسية الجزائرية على الطريق المؤدّي من مدينة سوق أهراس بالجزائر إلى مدينة الكاف بتونس وهي قريبة جدًا من مدينة لحدادة الجزائرية التابعة إداريا لولاية سوق أهراس، وبذلك شكلت منطقة استراتيجية لوحدات جيش التحرير الوطني المتواجد على الحدود الشرقية في استخدامها كقاعدة خلفية للعلاج واستقبال المعطوبين. ما جعل فرنسا تلجأ إلى أسلوب العقاب الجماعي وذلك بضرب القرية الحدودية الصغيرة.

وقد سبق هذا القصف عدة اعتداءات فرنسية على القرية كان أوّلها سنة 1957 إذ تعرضت الساقية يومي غرة اكتوبر والثاني من نفس الشهر إلى اعتداء فرنسي بعد أن أصدرت فرنسا قرارا يقضي بملاحقة الثوار الجزائريين داخل التراب التونسي بتاريخ 1 سبتمبر 1957 ثم تعرضت الساقية إلى اعتداء ثاني في 30 جانفي 1958 بعد تعرّض طائرة فرنسية لنيران جيش التحرير الوطني الجزائري ليختم الاعتداء بالغارة الوحشية يوم 8 فيفري 1958 بعد يوم واحد من زيارة روبر لاكوست للشرق الجزائري.

وكان يوم السبت 8 من فيفري 1958 هو يوم سوق أسبوعية بقرية ساقية سيدي يوسف ولم يكن المستعمر الفرنسي يجهل ذلك عندما اختار هذا اليوم بالذات للقيام بالغارة على القرية .

وقد صادف ذلك اليوم حضور عدد هام من اللاجئين الجزائريين الذين جاؤوا لتسلم بعض المساعدات من الهلال الأحمر التونسي والصليب الأحمر الدولي.حيث داهمت القرية حوالي الساعة الحادية عشرة صباحا أسراب من الطائرات القاذفة والمطاردة.

واستهدف القصف المعتمدية والمدرسة الابتدائية وغيرها من المباني الحكومية ومئات المنازل فيما كانت المطاردات تلاحق المدنيين.

وتواصل القصف باستمرار نحو ساعة من الزمن مخلفا عشرات القتلى والجرحى اغلبهم من الاطفال من الجانبين التونسي والجزائري.

وقد قوبل هذا الاعتداء الوحشي الغادرعلى ساقية سيدي يوسف في مختلف أرجاء العالم بإدانة المجتمع الدولي لهذه الجريمة النكراء.

و جاء رد فعل التونسيين على هذه الجريمة البشعة التي قام بها المستعمر الفرنسي بطرد 5 قناصلة فرنسيين، كما نظمت زيارة ميدانية إلى موقع الجريمة الشنعاء لفائدة رجال الصحافة و الإعلام سواء المحليين منهم أو الأجانب و فتح ملف الجريمة على مصراعيه لدى منظمة الأمم المتحدة.حيث تم اتخاذ قرار تعيين لجنة تحقيق مكونة من أفضل العناصر للبت في هذه الجريمة.

و يعتبر هذا القرار الذي اتخذته المنظمة انتصارا في حد ذاته لقضية الشعبين التونسي والجزائري على حد السواء.

ولم ينل هذا الاعتداء الغاشم من عزم الشعب الجزائري على مواصلة كفاحه، كما أنها لم تؤثر قط على أواصر الأخوة والمصير المشترك الذي كان و لا يزال يربط بين الشعبين الشقيقين و بالتالي ساهمت في التعريف بالقضية الجزائرية على الصعيد العالمي.

وبالحديث عن احداث ساقية سيدي يوسف فقد كانت لتونس مساهمة في دعم الثورة الجزائرية في تلك الفترة وفق ما يضيف الكاتب والمؤرخ محمد الوصلي

|



المقال الأصلي: الشعبان التونسي و الجزائري يحييان اليوم الذكرى 62 لاحداث ساقية سيدي يوسف نشر في إذاعة الكاف

0 تعليق:

إرسال تعليق