أظهر تقرير أعدته منظّمة دولية غير حكومية مهتمة بالاقتصاد الدائري « circular economy » مؤخرا أنّه في حال تطبيق الاقتصاد الدائري عالميا بالامكان سد فجوة الانبعاثات والتخفيف من آثار التغيّرات المناخية بدرجتين بحلول سنة 2032.
ويبيّن التقرير ذاته، أنّه يمكن تحقيق ذلك من خلال تبني خارطة طريق مليئة بالاستراتيجيات الدائرية، يمكن من خلالها تمهيد الطريق للتحوّلات المنهجيّة الضرورية لتصحيح مسار الاقتصاد العالمي بما يتخطى حدود السياسة الحالية والتعهدات المناخية.
وتابع التقرير « وإذا كان العقد القادم هو العقد الحاسم بالنسبة لمستقبل البشرية على الأرض فان سنة 2021 هي السنة التي ينبغي فيها تكثيف الجهود لمنع انهيار المناخ ».
ومع ذلك تتجه الفجوة الدائرية في العالم نحو الانخفاض وليس نحو الارتفاع إذ كشف تقرير الفجوة الدائرية لسنة 2020 أن الاقتصاد العالمي دائري بنسبة 6ر8 بالمائة فقط بينما كان في حدود 1ر9 بالمائة قبل سنتين بالرغم من أن الأمر يقتضي مضاعفة الدائرية، تقريبا، لإغلاق فجوة الانبعاثات بحلول سنة 2032.
ولفت المصدر ذاته، إلى أن جميع المؤشرات تشير « إلى حقيقة أن العالم غارق في الاقتصاد الخطي وممارساته وعملياته وسلوكاته غير المستدامة ».
وتابع التقرير » أنه حتى إذا أوفت جميع البلدان الــ194، التي تعهدت في اتفاقية باريس بوعودها بخفض الانبعاثات فلا يزال من المتوقع أن يصل ارتفاع درجات الحرارة إلى 2ر3 درجة خلال هذا القرن ولا يظهر مؤشر الاحتباس الحراري في العالم أي أدلة على التباطؤ « .
وأشار إلى أنه من المفارقات أن تكون الدول ذات الدخل المنخفض، التي تنتج انبعاثات أقل تعد الأكثر عرضة لتأثيرات انهيار المناخ ».
وورد بالتقرير، أيضا، » لقد تجاوزنا بالفعل وقت التعديلات الطفيفة وأصبح الأمر يقتضي تصحيح المسار وإحداث تغييرا أساسيا وتحوليا في التفكير المنهجي وذلك من خلال اعتماد الاقتصاد الدائري « .
وبين أن » دمج خطط الاستفادة من الاقتصاد الدائري في التعهدات المناخية، مع ضمان بان كل دولة تستطيع معالجة القضايا العالمية بطريقة تتماشى مع سياقها المحلي كما يمكن أن يرتكز هذا التوجه على دعم الصناعات الأساسية التي سيجب عليها تحمل عبئ التغيير ».
المقال الأصلي: تطبيق الاقتصاد الدائري عالميّا بإمكانه التخفيف من آثار التغيرات المناخية بدرجتين بحلول سنة 2032 نشر في إذاعة الكاف
0 تعليق:
إرسال تعليق