أكد رئيس الجمهورية قيس سعيد، في لقائه امس وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمار، أنه « سيكون لتونس سفير معتمد لدى دمشق »، دون تحديد موعد لذلك.
واعتبر سعيد، أنه « ليس هناك ما يبرر ألا يكون هناك سفير لتونس لدى دمشق وسفير للجمهورية العربية السورية لدى تونس »، مضيفا قوله إن « مسألة النظام في سوريا تهم السوريين وحدهم، وتونس تتعامل مع الدولة السورية ولا دخل لها إطلاقا في اختيارات الشعب السوري ».
للتذكير فقد كان الرئيس الأسبق محمد المنصف المرزوقي قرر قطع العلاقات الديبلوماسية بالكامل مع سوريا في فيفري 2012 بسبب الأحداث الجارية آنذاك على الأراضي السورية والتي تحولت إلى نزاع مسلح هدفه إسقاط نظام بشار الأسد، قبل أن تقرر الخارجية التونسية بعد تولي الباجي قايد السبسي سنة 2015 رئاسة البلاد تعيين قنصل عام بدمشق.
وفي سنة 2017، سقطت لائحة برلمانية تطالب بإعادة العلاقات مع سوريا.
ومنذ تولي الرئيس سعيد رئاسة البلاد اعتبر أن قطع العلاقات مع سوريا خطأ وذهب في اتجاه إعادة العلاقات إلى طبيعتها، إذ جرى اتصال هاتفي في بداية شهر مارس الحالي بين وزيري خارجية البلدين وجددا الرغبة في عودة العلاقات الثنائية الأخوية بين تونس وسوريا إلى مسارها الطبيعي ولاسيما من خلال الترفيع في مستوى التمثيل الدبلوماسي وتبادل زيارات مسؤولي البلدين »، وفق ما جاء في بلاغ للخارجيّة التونسية.
وفي موضوع آخر يتصل بأشغال الدورة 159 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري المنعقدة الأسبوع الماضي بالقاهرة، ذكر قيس سعيد، بالدور الذي لعبته تونس من خلال أحد مناضليها في وضع دستور دولة اتحادية عربية في القدس سنة 1955 واحتضانها مقر الجامعة العربية عدة سنوات.
وعبر عن اعتزاز تونس بانتمائها للأمة العربية وللأمة الإسلامية وبانتمائها لإفريقيا للإنسانية جمعاء، مؤكدا أن تونس تطرح القضايا من هذا المنظار لا بناء على المقاييس التي كانت سائدة في بداية القرن العشرين وما قبله وهي تطرح تصورا للإنسانية كافة.
وأضاف أنه آن الأوان لوضع حد لآلام الشعوب وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني والشعوب الإفريقية التي عانت ولازالت تعاني إلى حد اليوم » رغم الثروات الكبيرة الموجودة فيها والتي لا ينتفع بها الأفارقة »، مشيرا إلى أن « تونس تريد حلا للبشرية جمعاء يكون قائما على العدل والصدق والمصارحة لا على مقاييس توضع في عواصم أجنبية ».
ومن ناحية اخرى ، قال رئيس الجمهورية قيس سعيد، في لقائه وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمار، إن « تونس لا تقبل بالتدخل في شؤونها الداخلية وفي رسم سياستها الخارجية القائمة على عدم التدخل في شؤون الغير ورفض التدخل في السيادة الوطنية ».
واستنكر سعيد ما وصفها بـ »الحملة الشعواء » التي قال إنها « شنتها دوائر معروفة لأهداف معروفة »، مؤكدا أن ما يشاع من أخبار زائفة ومن صور عن معاملة الأفارقة في تونس يدخل في إطار هذه الحملة الشعواء ضد تونس ودولتها.
ورفض اتهام تونس بالتمييز العنصري، وقال إنه لن يقبل بأي تمييز عنصري أو اتجار بالبشر ولن يقبل، في المقابل، بأن تكون تونس ضحية لمثل هذه التجاوزات أو أن يتم التعدي على القانون التونسي والتشريع التونسي باحداث محاكم موازية للأحوال الشخصية من قبل مجموعات قدمت إلى تونس بطريقة غير نظامية.
المقال الأصلي: رئيس الجمهورية:سيكون لتونس سفير معتمد لدى دمشق و نرفض التدخل في شؤون بلادنا الداخلية وفي رسم سياستها الخارجية . نشر في إذاعة الكاف
0 تعليق:
إرسال تعليق